لماذا لم يُصافح الشرطي المغربي عمدة سبتة؟ - بريس تطوان - أخبار تطوان

لماذا لم يُصافح الشرطي المغربي عمدة سبتة؟

 
شرطي باب سبتة ضاع في الترجمة
“Lost in translation” هو عنوان لفليم أمريكي جميل، لمخرجته ابنة أسطورة السينما العالمية، المخرج “فرنسيس فورد كوبولا”، هو بالضبط ما حدث لشرطي مغربي برتبة حارس أمن، بمعبر باب سبتة الذي وجد نفسه في  مواجهة عمدة المدينة “خوان بيباس”، مرفوقا بجيش من الصحافيين والكاميراتوسامي الشخصيات، وهو لا يفقه لغتهم.
حقيقة؛ الوضع كان محرجا بعض الشيء لعمدة سبتة، خاصة أمام عدسات الصحافة وبحضور رئيس حزبه ” بيدور كاسادو “، لكن بفضل دهائه السياسي عالج الأمر بكل سلالة، من خلال وضع يده على كتف الشرطي المغربي بطريقة جد دبلوماسية، ملتمسا العذر بكونه لا يتكلم الإسبانية.
السؤال المطروح، لماذا لم يتوقع المسؤول الأمني عن المعبر الحدودي بباب سبتة حدوث مثل هذه الأمور؟ لماذا لم يضع هناك ضابطا أو عميدا يجيد اللغات ،و”إيتيك” الاتصال؟ لماذا لم يتم وضع ضابطة من مؤسسة محمد السادس للتضامن،تجيد الإسبانية، وترد بكل لباقة على كل عناصر الإرباك، التي يمكن أن تحدث بهذا المعبر الحساس جدا ؟
فعلا من حق شرطي باب سبتة أن يرفض مد يده لمصافحة المدنيين، تطبيقا للتعليمات، لكن حبذا لو استعمل لغة يستعملها جنود وضباط المارينز الأمريكي، حين يلقون التحية العسكرية على مدني، ويخبرونه، بالجملة التالية “ممنوع علينا مصافحة الشخصيات يا سيدي”.
فعلا إن لغة الجسد خاصة لحامل البذلة العسكرية، يمكن أن تعطي رسالات خاطئة يُساء تأويلها، خاصة أمام عدسات “البابارادزي” ووسائل الإعلام التي تتلقف هذه الأخبار مثل سمك القرش الأبيض، لذا فالأمر يتطلب الإلمام بمهارات تواصلية، وتدريب متواصل من أجل عدم الوقوع في مثل هذه المنزلقات .
وبالرجوع إلى التجارب الدولية المقارنة، وجدنا أن الشرطة الملكية البريطانية العاملة بجبل طارق، تُصافح المسؤولين الإسبان خلال زيارتهم للصخرة، كما أن عناصر الشرطة الإسبانية، يصافحون بدورهم الوزير الرئيسي لحكومة جبل طارق، دون أدنى مركب نقص، رغم العداء التاريخي المستحكم بين اسبانيا ،وحكومة جبل طارق التابعة للتاج البريطاني.
بريس تطوان


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.