ميلاد الربيع الفلسطيني - بريس تطوان - أخبار تطوان

ميلاد الربيع الفلسطيني

 
ميلاد الربيع الفلسطيني
أخيرا فعلها الرئيس الفلسطيني محمود عباس وتقدم بطلب الانضمام إلى هيئة الأمم المتحدة كدولة فلسطينية مستقلة في حدود 1967 وعاصمتها القدس بعد 63 سنة من الاحتلال الإسرائيلي الظالم ووصول  المفاوضات بين الطرفين إلى الباب المسدود ,نتيجة تعنت إسرائيل واستمرارها في نهج سياسة الاستيطان وحصار قطاع غزة وإذلال وتجويع الشعب الفلسطيني صاحب الحق التاريخي المشروع .

وكما كان منتظرا فان الرد الإسرائيلي كان سريعا دبر  بليل ,فمن أعلى  منصة الأمم المتحدة أعلن ناتانياهو بان إسرائيل تريد السلام عن طريق المفاوضات المباشرة وليس في الأمم المتحدة . فعن أي سلام يتحدث ” بيبي”  ,أمام تشريد شعب ومصادرة  أراضيه ومنعه من حق العودة ,وتوسيع المستوطنات ومنع الفلسطينيين من ابسط الحقوق التي تضمن لهم العيش الكريم وممارسة شعائرهم الدينية كالصلاة بالمسجد الأقصى أولى القبلتين الذي يخضع لعملية تهويد لا نظير لها في التاريخ المعاصر إلا ما تنهجه الدولة الصهيونية المزروعة في الأراضي العربية كورم سرطاني خبيث يسجل التاريخ صفحاته الدموية في مجازر قانا وصبرا وشاتيلا وجنين وغزة …وعملياته القذرة من رصاص مصبوب وقنابل عنقودية وأسلحة محرمة دوليا وجهتها لصدور الفلسطينيين العزل إلا من حجارة  من سجيل ترمي بها قوات الاستعمار الغاشم وحناجر تصدح بسقوط الاحتلال و أياد ترفع أغصان الزيتون ,تلك  الشجرة المباركة التي لم تنج بدورها من اقتلاع واجتثاث على يد الآلة الإسرائيلية الإجرامية لتنب مكانها مستوطنات تنتشر كالفطر مفرخة مزيدا من المتطرفين اليهود الذين يؤمنون بنظرية التفوق العرقي وشعب الله المختار الذي لا يأتيه الباطل من أمامه ولا من خلفه ناكرين على الشعب الفلسطيني حقه في الوجود والحياة ,انه السلام المفترى عليه الذي تلوح به إسرائيل كلما طالب الفلسطينيون بدولتهم المستقلة ,في محاولة مفضوحة منها لاستدرار عطف الرأي العام الدولي الذي يعمل اللوبي الصهيوني على التأثير فيه بمختلف الوسائل والأساليب حتى الدنيئة منها وهذا ديدنه وطريقته في نشر ايديولوجته العنصرية المبنية على التزييف والتغليط والأساطير التي أسست  لدولتهم الفريدة من نوعها والتي تلبس الحق بالباطل وتدس السم في العسل في سعيها لمحو هوية شعب عربي أصيل .

وماذا عن المفاوضات التي يدعي رئيس الكيان الصهيوني بأنها الحل الوحيد لقيام دولة فلسطين ,الم يجرب الفلسطينيون كافة السبل وطرق جميع الأبواب منذ اتفاقيات أوسلو إلى كامب ديفيد  مرورا بواي ريفر وهلم معاهدات ولقاءات ظلت نتائجها حبرا على ورق إلا من صور لمصافحات وعناق بين زعماء الخصمين اللذوذين وتصريحات لبعض رموز المقاومة الفلسطينية كياسر عرفات التي لازالت أصداؤها تتردد بمختلف المحافل الدولية ,أما وعود وتطمينات كبير المفاوضين فلا يصدقها إلا غافل أو مهرول يسارع الخطى للتطبيع مع العدو الذي لم يقدم أي دليل ملموس على حسن نيته للمضي قدما في طريق السلام المنشود الذي تحول إلى سراب بمجيء اليمين المتطرف إلى سدة الحكم بالكيان الصهيوني في تبادل للأدوار بين الفاعلين السياسيين الذين يرفعون شعار الغاية تبرر الوسيلة بأسلوب ميكيافليي الذي  لم يعد مجديا في الوقت الراهن .

وإذا كانت نوايا إسرائيل معروفة لأنها تساير منطق القوة والجبروت والغطرسة التي تطبع سلوكها وترسم خارطة طريقها ,فان سندها في ذلك تجده لدى الولايات المتحدة الأمريكية التي تكيل بمكيالين في سياستها الدولية التي تتبنى في الظاهر الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان وحق الشعوب في الحرية ومكافحة الإرهاب …الخ . إلا انه عندما يتعلق الأمر بجرائم إسرائيل وخرقها للعهود والمواثيق الدولية تتحول إلى مدافع  يحاول إيجاد تبريرات  لتصرفات هذا الكيان الغاشم وتستعمل الفيتو لمنع إصدار أي قرار يدينه آو يمسه في مصالحه . وهاهو الرئيس باراك اوبما يهدد بممارسة هذا الحق الذي يراد به باطل لثني الفلسطينيين عن المطالبة بالاعتراف بدولتهم من  طرف المنظمة الدولية ,زاعما أن الطريق إلى استقلال فلسطين يمر عبر المفاوضات المباشرة وليس من نيويورك .يا سبحان الله انه الظلم في أقصى تجلياته ,فكيف ينكر على صاحب الحق حقه ويتحيز للظالم الذي تجاوز المدى ,ويسانده في مؤامرته  هاته ثلة من الإتباع والمريدين الذين يتبركون بكرامات الشيخ اوباما ويستلهمون من فتاويه السياسية سبلهم وسعيهم غير المشكور ,وعلى رأس هؤلاء تأتي الرباعية الدولية التي تتبنى نفس النهج المنحاز, كيف لا وهي التي وضعت على رأسها توني بلير حفيد بلفور صاحب الوعد المشئوم الذي سلم فلسطين على طابق من ذهب للصهيونية العالمية لتقيم عليها دولتها الغاصبة في اكبر جريمة شهدها  القرن العشرين .

كما أن مواقف الاتحاد الاروبي المتذبذب ,وباقي الدول التي تسبح في فلكها لاتسمن ولا تغني من جوع .
لقد آن  الأوان للربيع الفلسطيني أن يعلن ميلاده تيمنا بالحراك العربي الذي وضع حدا للحجر والوصاية التي مورست على الشعب الذي كسر القيود ورفع شعار سقوط الاستبداد فلا بد لليل أن ينجلي  ولا بديل عن استقلال فلسطين والاعتراف بها دوليا رغم لاءات الكيانات التي تغرد خارج السرب محاولة حجب الشمس بالغربال  بدعوة الطرفين للجلوس على طاولة المفاوضات المشروخة أصلا.
وإنها لثورة حتى النصر.
جمال مصباح لبريس تطوان


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.