الأمثال العامية بتطوان… (582) - بريس تطوان - أخبار تطوان

الأمثال العامية بتطوان… (582)

يبليس دنو ف اللقصبا هو القلم: إبليس الذي في القصبة هو القلم. من عادة بعض الناس أنهم يخوفون الصغار بأن كل قصبة في داخلها إبليس، ليبتعدوا عن كسر القصب والعبث به وصاحب هذا المثل يرى أن ما هو مخبوء داخل القصبة ليس بشيء، وأن إبليس الذي يحسب له حسابه هو القلم الذي يستطيع أن يرفع ويضع، ويضر وينفع ويصلح ويفسد ويقرب ويبعد، ويحزن ويفرح.

يقال لبيان منزلة القلم والعلم في المجتمع البشري.

يتَقَطَّعَ المنديل وينقاوا طُرُوفُو، ويَنْتَمَ الزَّيْنِ وَيَبْقَاوُا حرُوفُو: يتمزق المنديل وتبقى أطرافه ويذهب الجمال وتبقى آثاره يقال عندما يتقدم الشخص الجميل في السن، ولكنه يظل محتفظا بجماله وبهائه، ويبقى أثر الجمال والحسن باديا عليه. وبعضهم يقول: ويغيب الزين، بدل: وينتم الزين … إلخ.

اليتيم كَيْدَخَلَ الغَيْس ف الصَّمَايم: اليتيم يدخل الطين للبيوت برجله في فصل السمائم. اليتيم في العربية الفصحى هو الطفل الذي فقد أباه، أما عندنا فالطفل الذي فقد أباه يقال له محجور والذي فقد أمه يقال له اليتيم، هذا هو الاصطلاح الخاص، وعليه انبنى هذا المثل والغيس هو الطين الذي يتكون في الشوارع حينما ينزل بها المطر. والصمايم هي فصل السمائم، وهي من أشد أيام السنة حرارة، وعدد تلك الأيام أربعون، أولها يوم 25 يوليه (الأفرنجي) وآخرها هو اليوم الثاني من سبتمبر يكنى بذلك عن أن الولد الضعيف الذي لا أم له تحوطه بعنايتها وتحميه وتتعهده وتحن عليه – و مثله كل من لا قوة له ولا سند- يعاكسه كثير من الناس وينسبون له من السيئات ما عمل وما لم يعمل، وخصوصا عندما يتزوج والد الطفل من امرأة أجنبية بعد موت أمه.

ومعلوم أن أيام السمائم لا ينزل بها مطر ،عادة حتى يتكون عنه طين يحمله اليتيم في نعله ويدخل به الدار فيلوث بساطها.

يقال لبيان سوء حظ اليتيم، كما يقال عندما ينسب لشخص ضعيف شيء قبيح لم يعمله ولا علاقة له به، وذلك على سبيل الظلم والعدوان على من لا قوة له ولا حيلة. والويل للضعيف حيثما كان .

العنوان: الأمثال العامية في تطوان والبلاد العربية (الجزء الرابع)

للمؤلف: محمد داود

تحقيق: حسناء محمد داود

منشورات باب الحكمة

(بريس تطوان)

يتبع…


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.