رجاء... كفاكم استهتارا ! - بريس تطوان - أخبار تطوان

رجاء… كفاكم استهتارا !

إلى كل من يظن أن الأمر مجرد دعابة ..
إلى كل من يستهتر بالإجراءات المتخذة لحماية الوطن والمواطنين ..
إلى كل من يخرج بحثا عن التاج ظنا منه أنه ذهبي براق..
أكتب..!

في ظل الأزمة العصيبة التي يعيشها العالم، وفي ظل الجائحة التي تربصت بكل بقاعه، لا يزال بعض المتهورين يزاولون حياتهم خارجا دون وجل ولا توجُّس، وكأن كوكب الأرض في ريعان شبابه.. وكأن لا وباء يحوم حولنا .. وكأن لا وفيات حطمت مبيان الإحصائيات.
يعيثون في الشوارع دون وجهة، ويلعبون الغُمَّيْضَة رفقة السلطات!! وكأنه رهان يكسبه من يتمكن من البقاء خارج البيت دون أن يسقط في شباكها!!
لم يستوعبوا بعد، أن الحملات التي تقوم بها الأخيرة هي لصالحهم ومن أجل سلامتهم وذوويهم! لم يفهموا بعد أن أولئك الناس هم بشر مثلنا أضناهم الحديث في ذات الحديث ومع ذات الفئة!
لا أكاد أستوعب كيف يمكن لشخص، أن يضحي بحياته وحياة أسرته أمام أنانيته الجاهلة! وكيف يتمكن هؤلاء من المجازفة بالأوكسجين الرباني مقابل جولة جائرة لا سبب لها ولا دافع!

ما قامت به الحكومة لصالح الوطن، كان كافياً أن يحرك ضمائرنا تجاهه، كان كافياً أن يدفعنا للتفكير مرتين قبل الخطو خطوة واحدة، كان كافياً أن يوقظ وعينا على خطورة الوضع وعلى المسؤولية الجسيمة التي ألقيت على عاتقنا…!! وعن أي مسؤولية أتحدث أنا؟ ولم يطلب منا سوى المكوث في منازلنا!!!
أ هذا الطلب كان صعبا إلى هذه الدرجة؟ لم أتوقع يوماً أن يعقد الوطن معنا رهانا ويخسره! لم أتوقع يوماً أن يسارع الوطن لحمايتنا وإغلاق الأبواب حولنا وإحتواء ما قد يخسف بنا… وأن نخذله بتفاهتنا هذه!
لم أتوقع حقاً أن يمثل المواطن يوما، طرفا ضعيفاً في مواجهة العدو وحماية الوطن.

إلى كل من يظن أن الأمر مجرد دعابة ..
إلى كل من يستهتر بالإجراءات المتخذة لحماية الوطن والمواطنين ..
إلى كل من يخرج بحثا عن التاج ظنا منه أنه ذهبي براق..
أقول..

رجاء.. تخلوا ولو لمرة واحدة عن جبل الأنانية الذي يسكنكم!
رجاء.. وأنتم تجولون في الشوارع وتختبئون من السلطات، ضعوا أنفسكم مكانهم، اشعروا بحجم ما يشعرون به من ألم وقد تركوا أهاليهم خلفهم وخرجوا للتوسل إليكم بحماية أنفسكم.
رجاء.. وأنتم تركضون مرحا في الأحياء، تذكروا أطر الصحة.. وهي ترابط في الصفوف الأمامية أمام الوباء، وهي ترتمي في أحضان الخطر وتكافح بكل ما لها من قوة من أجلكم..
رجاء.. قفوا وقفة تأمل قصيرة، وشاهدوا العالم من حولكم، تمعنوا كيف أكل الوباء أعظم الدول، وكم حصد اللعين من الأرواح، وكيف انخرط الوطن من أجلنا، وكيف يحارب ها الجنود لسلامتنا … علكم تستوعبون خطورة الوضع وأن الوباء ليس تاجا كما أطلق عليه بل فيروسا من شأنه تدمير حياة بأكملها.. علكم تفهمون أن الأوكسجين الرباني الذي تستصغرونه أعظم من نظيره الاصطناعي، وأن السرير الذي أتعبكم بمنازلكم أريح من سرير المستشفيات.

 


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.