طالب العلم ومشكل الحافلات - بريس تطوان - أخبار تطوان

طالب العلم ومشكل الحافلات

 
طالب العلم ومشكل الحافلات
تسعيرة النقل الحضري الذي وضعته الشركة الجديدة ‘‘ سيتي بِاص ‘‘ بتطوان المتمثلة في أربع دراهم أضحت كابوساً يعيشه الطلبة يومياَ فبعد أن كانت تسعيرة حافلات الشركات القديمة لا تفوق درهم و نصف و هو ثمن  في متناول أغلب الطلبة و العاملين أصبح الآن مع دخول الشركة الجديدة  أربع دراهم ذهاباَ و إياباً أي ما يساوي ثمن مجموع يوم و نصف مقارنة بالتسعيرة القديمة …

و بعد معاناة طويلة و كثرة الاحتجاجات و مكابدة لسنوات عدة سببها انعدام الأمن و رداءة مستوى التنقل داخل المجال الحضري ‘‘بتطوان‘‘ و قِدم الحافلات التي هرمت و أصبح حالها خراب و دمار و حوادث ، جاؤونا أخيراُ بحل بديل وقـع فيه المجلس البلدي لتطوان صفقة مع شركة النقل الجديدة ‘‘سيتي باص‘‘ هذا الحل الذي جاء ليُحسن وضعية و مستوى نقلنا العام تماشياً مع نبذة الحضارة و التقدم هذا الذي يحكوننا عنه و أكيد بدعوى خدمة مصلحة العامة من ناس تطوان .

شركة أتَتْنَا بحافلات تميزت بأساليب وتقنيات و مُعدات حديثة تلائم العصر و قواعد خاصة يجب اتباعها عند دخول الحافلة أو الترجل منها و و و… بمعنى أن الشركة و إلى هذا الحد لا زالت إيجابية بكل المقاييس لا وجود لشكايات لا من العامة المستخدِمين لهذه الوسيلة و لا من العاملين في القطاع و ذلك إلى حدود بداية الدخول المدرسي و الفصول الجامعية . حيث ما فتئ أن بدأ الطلبة الذهاب إلى جامعاتهم و محاولة الاستفادة كعادتهم من خدمة النقل العمومية متأملين أن الخدمات فيها و لا فنادق الخمس نجوم ، و معتقدين أن الحافلات المُعَصْرنة التي دخلت مدينتهم الصغيرة و هي تحمل إشارات الحمامة البيضاء لن تسيء لأناسها و ستقدم أجود خدماتها لتنال الرضى بمعنى أن الشكل الخارجي غرًهم . لكن و للأسف صُعِق الطلبة بردة فعل قوية  كانت كوميض البرق عندما وجدوا أن ثمن تذكرة النقل من تطوان إلى جامعة عبد المالك السعدي بمرتيل أضحت أربعة دراهم  لا تزيد و لا تنقص شيئاً عن سعر التذكرة عند المستخدمين عامة ، أي أنه نفس القانون يُطبق على الجميع لا وجود لتقديس ذلك الطالب الذي لا حيلة بيده و لا قوة مع العلم أن هذه الشريحة من المجتمع 99% من نسبتها عاطل عن العمل و إذا كان يقتات من والديه فأضعف الإيمان أنه سيأخذ منهما عشرة دراهم في اليوم فهي لن تسد مطالبه و ظمأ عيشه ، و لا حديث عن أسر حالتها المادية صعبة بجميع المقاييس فلا يعلم بحالتها إلا خالقنا و مدبر أمورنا .

فأين أنت من حقوقك يا طالب العلم في بلد هو في الأصل جاهل به ؟

أستغرب حقيقة لحال دولة أو حكومة تسعى للتقدم و محاربة الهدر و الانقطاع المدرسي و تهدف للرقي ببلدها و تصنيفه من بين الدول النامية … و هي لا زالت ترفع سعر تذكرة النقل عند شريحة هي بالأساس من يجب مساندتها و تبنيها و رفع ثقل الحياة عنها لتستمر و تثابر و تكافح و يثمر زرعها علً و عسى أن يكون من كل جيل صاعد فرد صامد و مُجِد يجيد الاجتهاد و التجديد و يرفع رايتنا في العالي . فأين أنت يا جمعيات حقوق الإنسان و ياا مجتمعنا المدني ؟ يكفي أن هذا الطالب بلغ قدر الإنسانية من شتى مقاييسها لندافع عنه و يستفيد من حقوقه ، كما نعرف أن القانون لا يحمي المغفلين و ما بنا لا نرى أي تدخلات أو مساعدات لنيل حقوق هؤلاء الأسرى في بلدهم و حقوقهم تنتهك و السبات عميق إذن خذوا البُشرى يا طلاب فقد أصبحتم في هذا البلد الذي يدعي الحضارة هذا من المغفلين  .

فعلاُ إن الطالب بمدينة تطوان يستنجد بالله مِن هذا القَدر و يرفع صوته و يطالب كل مسؤول بحل فوري لحل هذه المشكلة التي تهدد سلامة التنقل عند كل الطلبة و تخفيض ثمن التذكرة إما بنسبة 70% أو على الأقل من أربعة دراهم إلى درهمين هو حل مرغوب فيه . تسعيرة أربع دراهم تشعل نار اليأس والخذلان في نفوس بعض الطلبة أو بالأحرى في نفوس الأغلبية الساحقة حيث تجده عاجز على دفع ثمن التسعيرة الجديدة ذهاباً و إياباً فيفضل أن يقارع منزله و يترك دراسة الذل هذه على أن يعيش معاناة يومية سببها ‘‘ مسؤولين غير مسؤولين ‘‘ . كم أضحك أنا و يضْحكون هم  عندما يروننا نقلد ممارساتهم و طرق عيشهم و أساليبهم في الأكل و الشرب و اللبس حتى في ركوب الحافلات و نحن لا يزال يجول في بلدنا قمع الطالب و إرسال الجيش لضربه إثر مطالبته بحقوق من البديهي أن يستفيد منها.

  زينب الزكري 


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.