نفاق الغرب لن يطول
لايقتات المنافقون إلا على أطباق دسمة تقدم لهم من طرف حراس أمنهم وخدامهم الذين يُمِدُّونهم بوعود الخلود والحكم الأبدي بينما يغتسلون في مياه اوطاننا الزرقاء ويشتغلون بأدمغتنا المهاجرة عندهم بعدما ضاق بها الحال على ترابها دون رعاية أو اهتمام .فصارت طوابير تزحف نحو الغرب وهو باسط يديه للجميع بقوانين الحرية والديموقراطية التي لم ينعم بل لم يحْلُ للمواطن العربي يوماً حتى التفكير في تخيلها فما بك إن طالب بها؟
الزعماء عندنا خالدون ,في بلادنا العربية لا يوجد انتخاب او شورى ولا شيء قد يوحي بتغير وجه حاكم ولدنا وكبرنا معه , و من أجل خلودهم وضعوا الشعوب في قارورات زجاجية خانقة وحارقة وسلطوا على الشرفاء منهم عيونا وآذاناً تلاحقهم كظلالهم تماما ,بينما أمطر الغرب حكامنا بنعمٍ لا تعد ولا تحصى وراقب الشعوب وترصدها وكلما أحست هذه الشعوب اليتيمة بوجع في الرأس قلب الخرائط وتفحص رزمة المصالح وبعد صمت يتلوه صمت آخر يخرج علىينا بتلحين القول وتفصيل في التصاريح حسب أهمية هذا البلد أو ذاك أو قل حسب مصلحته هو لا غير , فصارت الشعوب مثل العبيد في مراعيهم والأنظمة كراع يحرس الرعية لكي لا تثور أو تنتفض فيتأرجح التصريح بين الشجب والنصيحة بضبط النفس .عن اي نفس يتكلمون؟ ونفوسنا موؤودة مكلومة في بلادنا حتى التنفس غير مباح ,عليك أن تتنفس بجرعات محسوبة يصفها لك طبيب حاكمنا الضريف مراعياً حالتك الفكرية وقدرة انتفاضك فتبصم النتائج على بطاقة هويتك لترافقك ما عشت في بلادك ولتنبهك كلما اشتهت نفسك الغيورة على وطنها اليتيم أنفاساً زائدة.
لم تكن الشعوب العربية يوماً بقادرة على الحراك لولا سنوات من العيش على أنفاس متقطعة ربما إن كانت قد استمرت بنفس الوتيرة لوجدتمونا اليوم على قبرها نصلي وندعو , لكن الله أدرى بقلوبها التي وإن كتمت الظلم ولم تجهر بوجوده وتسلطه لن ترضى يوماً بحكمه الخالد ولن تستجيب لركوع طويل تنسى فيه كيف تقف شامخةً
من قلب الظلم والاستبداد والقمع والقهر والقتل بدم بارد زفت لنا شعوبنا الكريمة بداية ثورات لن تهدأ إلاَّ بإعلاء كلمة الحق , لقد انتفضت كالبركان يزحف ويزحف ثم ينفجر في وجه عملاء الغرب ويفضح تلك الأوراق السرية التي جمعت ولزمن طويل قلبين حبيبين الغرب الخبيث وأنظمتنا الفرعونية.
رميساء خلابي