مكتبة بيت الحكمة بتطوان تكرم مؤرخ تطوان - بريس تطوان - أخبار تطوان

مكتبة بيت الحكمة بتطوان تكرم مؤرخ تطوان

مكتبة بيت الحكمة بتطوان تكرم المؤرخ الباحث محمد ابن عزوز حكيم

متابعة: يوسف الحزيمري

 نظمت مكتبة بيت الحكمة بتطوان حفل تكريم المؤرخ الباحث محمد ابن عزوز حكيم وذلك يوم الجمعة 24 رمضان 1434 موافق2 غشت 2013 على الساعة العاشرة والنصف ليلا بفضاء المكتبة وبمشاركة المسرحي رضوان احدادو والأستاذ عبد العزيز السعود والأستاذ رشيد المصطفى.

 اللقاء كان من تسيير رضوان احدادو الذي افتتح الحديث بأن هذه الأمسية التكريمية تختلف عن غيرها من الأمسيات لأن المقيمين لها اختاروا أن يختموا أنشطتهم الرمضانية باستضافة أحد أعمدة الفكر بمدينة تطوان وهو رجل أعطى للمدينة وتاريخها أكثر مما أخذ.

 ولما كان الجهة المنظمة لهذا الحفل التكريمي هي مكتبة بيت الحكمة فقد أعطيت لها الكلمة في شخص أحمد البقالي الذي اعتبر أن هذا التكريم هو في الحقيقة غير كاف في حق المؤرخ ابن عزوز حكيم، وهو الذي زار المكتبة عند افتتاحها مرارا وتجول في أروقتها وقدم لها نماذج من مخطوطات المصاحف عبر العالم لعرضها في جناحها وتكريم هذا المؤرخ اليوم يقول أحمد البقالي هو محاولة لإلقاء الحجر في البركة الراكدة وحلحلة النشاط الثقافي بالمدينة ومن ثم شكر كل المساهمين في إنجاح اللقاءات التي تقوم بها مكتبة بيت الحكمة معلنا تعليق هذه الأنشطة إلى ما بعد الدخول المدرسي.

بعدها أخذ الكلمة رضوان احدادو ليعلن أننا في ضيافة التاريخ وفي ضيافة رجل أعطى من حياته وماله الكثير لرد الاعتبار لهذه المدينة، وهو بحق رجل الوفاء، متسائلا: من منا يعرف محمد ابن عزوز حكيم، ومجيبا في الآن: ربما الكثيرون من الذين عايشوه لا يعرفون محمد ابن عزوز حكيم حقيقة المعرفة ليس بما قدمه للمدينة وتاريخها بل بما قدمه لصالح الوطن برمته، فهل نال هذا الرجل حظه؟ وهل كان الوطن وفيا معه كما كان هو وفيا معه؟ وتبقى الإجابات معلقة للتاريخ.

بعدها أعطيت الكلمة للأستاذ عبد العزيز السعود(المتخصص في تاريخ تطوان) الذي عبر عن سعادته بحضور هذا الحفل التكريمي لشخص عزيز عليه، وهو بمنزلة أستاذه وشيخه، وما قدمه له من معلومات وما جمعه به من مسامرات علمية يجعل منه الأب الروحي له.

ثم تحدث الأستاذ عن المؤرخ ابن عزوز حكيم  ومكانته العلمية من خلال ما قيل عنه في حفلات تكريمية سابقة وهو ما جمع في كتاب “ستون عاما من البحث في تاريخ المغرب” منشورات تطاون أسمير والذي شارك فيه مجموعة من المؤرخين والمهتمين بمجال التاريخ والفكر من مثل عبد الوهاب بن منصور ومحمد العربي المساري وغيرهم، وأيضا من خلال  الحوار الذي أجراه الأستاذ السعود مع شيخه ابن عزوز والذي نشر بمجلة سيميائيات العدد الأول لسنة 2008م ليختم مداخلته بأن محمد ابن عزوز حكيم يعد مؤرخا للحركة الوطنية بشمال المغرب بدون منازع.

 وها هو رضوان احدادو يأخذ الكلمة ليقول : عنيد هو هذا الرجل ومصر على مواجهة ومعاندة التيار، مصر على شق الأمواج، لم يسلم مركبه أبدا للرياح، يواصل التجديف نحو الموانئ البعيدة، وبالرغم مما تعرض له من الدسائس والتهم والمؤامرات فإنه لم يسلم مركبه.

والكلمة الآن للأستاذ رشيد المصطفى ليقدم شهادة في حق المكرم محمد بن عزوز حكيم متحدثا عن العلائق التي تجمعه بالمكرم وما زاد في وشاجتها ومنها أن المؤرخ صديق لعمه الحاج محمد المصطفى وبداره كانت ولادته وثانيها أن المؤرخ اعتنى واهتم بأطروحته للدكتوراه حول التصوف والزهد بالغرب الإسلامي وثالثها تشجيعه له وتقديمه المادة العلمية المخطوطة لانجاز قراءات وبحوث للكثير من الملتقيات ورابعها إهداؤه له الكتب التي يصدرها بتوقيعه إليه باسم” محل ولدي” فلهذه الأسباب الذاتية والموضوعية وما سمعه الأستاذ المصطفى من والده عبد الكريم وما عاينه عن قرب أمكنه القول بكل صدق وإخلاص أن شخصية محمد ابن عزوز حكيم شخصية وفية تحفظ الود وتصون العهد، وفاء تمثل في حوالي 333 مؤلف في الدفاع عن الهوية المغربية والمكون الأندلسي داخلها.

ويعود إلينا رضوان احدادو بكلامه المشاكس والمشاغب ليتساءل عن مصير خمسة ملايين وثيقة أرشيفية في حوزة المؤرخ مأخوذة من أرشيفات متعددة ومن دول مختلفة أفنى المكرم حياته في جمعها، مصرحا أنه من الواجب على الدولة قبل غيرها الاعتناء بالرجل وأن تخصص لهذا المؤرخ وأرشيفه متحفا يحمل اسمه وأن يكون له كرسي بالأكاديمية المغربية وهنا تتعالى تصفيقات الحضور.

معتبرا أن الحفاظ على الوثيقة التاريخية مسؤولية الدولة أولا، ومسؤوليتنا ثانيا كأبناء لهذه المنطقة. والآن مع كلمة المؤرخ محمد ابن عزوز حكيم ورغم عيائه الظاهر بسبب كبر السن، والحضور ينتظر  أن يسمع منه ، يتفاجئ الجميع بطلبه من المسير رضوان احدادو أن يتلوا نص خطاب المغفور له محمد الخامس عند زيارته لتطوان، فرمزية هذا الخطاب وما ورد فيه هو ما يريد أن يقوله المؤرخ محمد ابن عزوز حكيم للحضور وللجميع في حفل تكريمه بمكتبة بيت الحكمة بتطوان.
 
 


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.