أساتذة بالوسط القروي يقومون بدور المنظفين بنيابة تطوان
وزعت نيابة التعليم بتطوان في أواخر شهر مارس على المؤسسات التابعة لها مواد ووسائل النظافة على السادة المديرين، و بدورهم وزعوها على أساتذتهم العاملين بالوحدات المدرسية المتناثرة على قمم الجبال بعشوائية، ليتحملوا عبء ثقلها و نقلها إلى فرعياتهم التي يلتحقون بها – غالبا – مشيا على الأقدام، و ليتحملوا من جهة أخرى مسؤولية تنظيف أقسامهم المخربة الأبواب و المكسورة الزجاج و هو حال معظم المدارس بالوسط القروي بتطوان، رغم أن مهمة الأستاذ هي الندريس و ليس التنظيف، فهو ليس منظفا و ليست من مهامه تنظيف الأقسام و كنسها، و التلاميذ كذلك ليسوا منظفين بل هم طلاب علم و معرفة يجب احترام كرامتهم و كرامة أساتذتهم..
وعلاقة بموضوع النظافة تبدو نيابة التعليم بتطوان مثل ” مزينة العرائس ” تذر الرماد على العيون بتعيين منظفين في الوسط الحضري و في هوامشه خاصة المجموعات المدرسية التي مركزياتها محاذية للطرق الرئيسية مخافة زيارة مفاجئة لأي لجنة وزارية أو زيارة مسؤول بولاية تطوان ، و من الملاحظ أن اللجن التي تحل ببعض المؤسسات أول ما تزوره المراحيض، لكن بالنسبة للوسط القروي لن تتمكن من فعل ذلك لأن الغالبية العظمى من الوحدات المدرسية لا تتوفر على مراحيض و بالتالي لا يمكن للجن الوزارية أن تزور ” الخنادق ” التي تعتبر مرحاضا للمدارس القروية..
إن عملية التنظيف يقوم بها أصحابها لا السادة الأساتذة ، و نيابة تطوان تتعامل مع الموضوع كأنه فرض و واجب دون أن تكلف نفسها حتى شكر الأساتذة، و لم لا تعويضهم ماديا عن هذا العمل الإضافي، كما يعوض موظفوها عند القيام بأي مهمة خارج مكاتبهم…
ثم إن عملية إرسال مواد و وسائل النظافة في أواخر شهر مارس و مع بداية شهر أبريل يطرح علينا العديد من التساؤلات :
– كيف كان حال نظافة المدارس طيلة الستة أشهر المنصرمة منذ بداية الموسم الدراسي إلى غاية شهر أبريل ؟
– لماذا لم تفكر النيابة في نظافة مدارسها منذ بداية السنة و جعلها فضاءات صحية و صالحة لمزاولة عملية التدريس ؟
من كان ينظف المدارس بالوسط القروي طيلة هذه المدة ؟ و من كان يقتني مواد و وسائل النظافة ؟ –
أكيد إنهم الأساتذة الذين لا تحترمهم نيابة التعليم بتطوان و عند زيارات لجنها البوليسية لهم في أدغال الجبال على متن السيارة المكيفة الرباعية الدفع لا تسألهم عن معاناتهم و مشاكلهم و كيفية الوصول إلى فرعياتهم، و لا تشكرهم على نظافة أقسامهم . بل يسيل لعابها على الأوراق و كأنها شرطة المرور، فيسألون عن مذكرة الأعمال اليومية و عن التحاضير و عن سجل الحضور و الغياب . نحن لسنا ضد هذا لأنه من صميم اختصاصاتهم، لكننا ضد الطريقة التي يقتحمون بها و حداتنا المدرسية البئيسة و غالبا دون استئذان مكشرين عن أنيابهم مقطبين و متجهمين، و كذلك الطريقة المهينة التي يعاملوننا بها …
فعلاقة بهذا و جب علينا إشعار الساهرين على التربية و التعليم بنيابة تطوان أننا قد ننفجر في أي لحظة في وجه هذا العبث و الإرتجال، و عليهم أن يحترمونا و يحترموا كرامتنا، فنحن لسنا بمنظفين لنكنس الأقسام، و لسنا بطباخين لنوزع المطعم على التلاميذ و نجلس على ضفاف الوديان لنغسل الكؤوس، يكفيكم أننا ندرس لكم أربع مستويات في حجرة واحدة اللغتين العربية و الفرنسية، و البعض منا يدرس لكم ست مستويات من القسم الأول حتى القسم السادس فلا ترفعوا في وجهنا شعار الجودة لأننا أدرى بفشلكم.. و يكفيكم أننا نمشي مسيرة ساعات للوصول إلى مدارسنا المزروعة على قمم الجبال، و يكفيكم أن منا من يتعرض للتحرش و الإغتصاب أحيانا، و لعض الكلاب الضالة أحيانا أخرى و … و…
لذا نرجوكم أن لا تزيدونا مكنساتكم التي لا جودة لها ولا صابونكم البارد الذي لا فقاعة له، فلا تنسوا أننا موظفون في وزارة التربية الوطنية مثلكم ….
أستاذ متتبع