نـــــــــــداء ! - بريس تطوان - أخبار تطوان

نـــــــــــداء !

 
 
 

       نـــــــــــداء !

عندما كتبنا مند أسبوعين عن أحداث الشغب التي شهدتها مقابلة الوداد البيضاوي والنادي القنيطري ضمن بطولة قسم النخبة” الاحترافي” بمركب محمد الخامس، والتي أصيب فيها 13 عنصر أمن، من ضمنهم عميد شرطة ، توقعنا الأسوأ، لكن لم نتصور أن يحدث بعد أقل من أسبوعين ما هو أدهى وأمر وبنفس المدينة ، العاصمة الاقتصادية والقلب النابض للمغرب، في مقابلة الوداد والجيش الملكي بنفس المركب ، والتي انتهت الى حالة رهيبة من الفوضى والشغب وتحطيم الممتلكات العامة لم تشهد لها الرياضة المغربية مثييلا،، شاهد مظاهرها المرعبة الملايين,,من المشاهدين والقراء ورواد المواقع الالكترونية ..
في نفس اليوم شهد الدوري الجهوي لعصبة دكالة- عبدة لكرة القدم ضمن قسم الهواة بملعب أحمد الأشهب بالجديدة، أحداث شغب أدت الى ايقاف المباراة وأسفرت عن سبعة جرحى (جريدة الشروق عدد 331 ).
 وبدلك استوى الماء والخشبة وأصبح الكل في الهم، شرق !!
 المثير في هده الظاهرة التي أصبحت تسري سريان النار في الهشيم، وأمست تستدعي احتياطات أمنية وتنظيمية استثنائية كلما أقبلت فرق الدوري على اجراء مبارياتها، هو أنها خلقت جوا من التوتر قبل وبعد المباريات أثر سلبا على أجواء متعة الفرجة التي كانت تسود مباريات أيام زمان، المأسوف على عدو بتها ومرحها وخلقت أجواء من التوتر والترقب لدى المسؤولين والمتفرجين والنوادي ،خصوصا مجاوروا الملاعب من سكان وتجار ، وتحديدا محيط مركب محمد الخامس بالدار البيضاء ,,الدي تشعر ساكنته بالرعب كل ما أجريت مباراة بالمركب ولا يتنفسون الصعداء الا بعد انتهاء المباراة وتفرق الجمع بسلام،، والغريب أن كل المتدخلين من نوادي ومشجعين يتبرأون من هده الأفعال وينسبونها – كما أكدت دلك عدة منابر صحفية- الى قاصرين خارجين عن كل سيطرة، ودلك في الوقت الدي يمنع فيه قانونا ولوج القاصرين الى مباريات الدوري،، فمن المسؤول ادا ؟؟ وهل دخول القاصرين الى الملاعب يعني بالضرورة حدوث شغب وتحطيم للممتلكات العامة واصابات تؤدي الى ازهاق أرواح بريئة وكأننا في حرب ؟؟
يوم الخميس 12 أبريل قدمت القناة الثانية ضمن برنامج “الوجه الآخر” تحقيقا حول العنف في الوسط المدرسي اختير له كنمودج ، بعض ثانويات مدينة طنجة ،،
كشف القناع عن مآس حقيقية تحدث في ثانوياتنا، يمكن – لمن يريد- الاطلاع عليها مشاهدته في الموقع الالكتروني للقناة,,
أسبوع بعد دلك، يوم الخميس 19 ، تدارس مجلس الحكومة في اجتماعه الأسبوعي موضوع العنف في الوسط المدرسي، وصادق على مراسيم ومشاريع قانونية لتقنين هده الظاهرة،، في محاولة للجمها، وهدا أمر محمود سواء كانت المبادرة الحكومية، مسألة صدفة، أو جاءت كرد فعل على ما بثه البرنامج اياه، ،، لأن محاربة ظاهرة الشغب في الملاعب وحتى في الشوارع، ينبغي أن يبدأ بمواجهتها –أساسا- في الوسط المدرسي الدي أصبح الأستاد فيه مهانا بشكل يتعارض تماما مع كل ثقافتنا وقيمنا وأعرافنا في هدا المجال، وهو ما ينبأ بمستقبل غير واضح المعالم يبعث على القلق أكثر مما يبعث على الاطمئنان..
هؤلاء القاصرون الدين أصبحوا منفلتين من كل ضبط أو مراقبة، وأضحوا مصدر قلق وخوف، هم قبل كل شئ ضحايا نظام تربوي أسري هش ، ومنظومة تعليمية ضعيفة ومفككة لم تستطع استيعابهم وتكوينهم وحمايتهم بالشكل المناسب والفعال، والدي يمكنهم من تفادي الوقوع فيما هم فيه الآن،،
لدلك ، ومن هدا المنبر الاعلامي الجهوي، أريد أن أوجه نداء ملحا يكتسي طابع الاستعجال، الى كل الوطن، من أجل أن يتجند جميع المعنيين والمتدخلين في هدا الميدان، بغاية تشخيص الظاهرة وتحديد المسؤوليات لاتخاد ما يلزم من تدابير لوضع حد لاستشراء هده الآفة،، وحتى لا تنفلت الأمور من عقالها،،                            ودعما لهدا الاتجاه أنادي نواب الأمة وحكومتها الى الاسراع بتفعيل المقتضيات الدستورية المنصوص عليها في المواد 168 ، 169 ،و 170 من الدستور من خلال المبادرة الى انشاء وتفعيل كل من المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي ،، والمجلس الاستشاري للأسرة والطفولة، والمجلس الاستشاري للشباب والعمل الجمعوي المحدث بموجب الفصل 33 من الدستور ، وفوق كل دلك أدعو الأسر والمدرسين الى بدل ما يلزم من جهد لتدارك الوضع،، فقد اتسع الخرق على المرقع، وبات من اللازم تظافر الجهود لمعالجة الآفة .. سيما وأن ما وقع لا يمكن السكوت عنه بأي حال من الأحوال..

زين العابدين الحسيني
 
 
 


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.