سلطات سبتة تقلب "ظهر المجن" على الخطباء - بريس تطوان - أخبار تطوان

سلطات سبتة تقلب “ظهر المجن” على الخطباء

 
سلطات سبتة تقلب “ظهر المجن” على الخطباء
“رغم أنه كان يلقي الخطب المنبرية، خلال الأعياد، والدروس والعبر والعظات الرمضانية التي كانت تنقل على أثير الإذاعة المحلية بمدينة سبتة، ورغم كونه كان يعطي دورس التقوية في اللغة العربية والدارجة المغربية، لكبار قيادات جهاز الحرس المدني، والشرطة الوطنية، وأفراد الجيش و”الارمادا” الإسبانية، إلا أن ذلك لم يعصمه من صدور قرار، من طرف  كتابة الدولة في الداخلية، يقضي  بطرده  نحو بلده الأصلي المغرب، بسبب خطورته على أمن إسبانيا وتهديد استقرارها”.
كان هذا تصريح أحد أبناء مدينة سبتة، طلب من جريدة “بريس تطوان” الإلكترونية التحفظ، على ذكر اسمه، من أجل التعليق على موجة استهداف خطباء ورجال دين مغاربة بمدينة سبتة.
وفي هذا الصدد كشف مصدرنا، أن جميع الخطباء الذين وردت أسماءهم في سجل سري أعدته على مدى شهور، مديرية الاستعلامات التابعة لجهاز الشرطة الوطنية بالعاصمة  مدريد، قاسمهم المشترك أنهم يحاولون نشر إسلام بديل للإسلام المغربي الرسمي  الذي تشرف عليه بصرامة وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية بالمغرب.
” معظم هؤلاء الخطباء ثبت عمليا ارتباطهم بالاسلام القادم من الشرق، وبصفة خاصة من دول الخليج، أو مصر الإخوانية، والدليل على ذلك أن الخطيب المغربي المدعو “محمد الطويل” المطرود من إقليم كاتالونيا، عثرت  الاستخبارات الإسبانية على  وجود تحويلات  مالية في اسمه مصدرها  قطر، من أجل تمويل مراكز دعوته الإسلامية، ببرشلونة، يقول مصدرنا.
من جانب آخر أفاد مصدرنا السبتي، أن المسلمين المغاربة تاريخيا، كانوا يمارسون طقوسا دينية عادية، ويحتفلون بالأعياد والمناسبات الدينية بكل أمان وسلام، يزورن الأولياء، مثل الولي “سيدي مبارك”، تبركا وطلبا للرزق ،والسعة، والخير للأبناء،وحسن الطالع للبنات،والحفيدات- حسب زعمهم- وكان هذا النوع من التدين البسيط، والفطري لايصطدم مع السلطة القائمة، لأنه ببساطة لا يقحم أوساخ السياسة ومقالبها في  أمور التعبد والعلاقة بالخالق.

لكن مع بداية منتصف الثمانينات يضيف مصادرنا، ظهر نوع جديد من التدين بمدينة سبتة، تدين يمتح من اللباس القروي الأفغاني كعلامة تميزه عن القوم الضالين، ويعتبر إيمان العجائز والجدات، “هرطقة” وأنهم حملة الدين الإسلامي الصحيح، وهم على صواب وساكنة سبتة كلها على خطأ، وهنا بدأ يتوغل هذا التدين الجديد الذي لقي حاضنة شعبية كبيرة خاصة لدى فئة المراهقين والشباب في حي برينسيبي الشعبي.
وأردف مصدرنا أن السلطات الإسبانية كانت في بداية الأمر محايدة حيث أفسحت الباب على مصراعيه لحاملي الفكر السلفي، الجهادي، لكن بعد وقوع العديد من الأحداث الدموية، وجرائم القتل العشوائي البشعة بمختلف الدول والمدن الأوروبية، أيقنت السلطات الإسبانية، أن ترك عناصر الفكر الجهادي المتطرف يرتعون، دون رادع، كان خطأ قاتلا، تم دفع ثمنه غاليا في كل من أحداث قطارات مدريد وبرشلونة، وهنا وقع انعطاف حاد في الموقف الإسباني، يقول مصادرنا.

يذكر أن مديرية الاستعلامات التابعة لجهاز الشرطة الوطنية الإسبانية تملك لائحة مفصلة بأسماء الأئمة المغاربة، الذين يروجون أو يتعاطفون في إطار “التقية ” مع الفكر الجهادي والتطرف الديني الذي يلغي الآخر ويرى أنه على صواب والنصارى على خطأ، لذا فقتلهم وغصب أموالهم، وسبي نسائهم  وأطفالهم يدخل في إطار عقيدة الولاء والبراء، التي يمتح منها التيار الإسلامي المتشدد نموذجه الإيديولوجي.
بريس تطوان


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.