احتجاز رجال الدرك وتداعياتها السلبية على صورة المغرب - بريس تطوان - أخبار تطوان

احتجاز رجال الدرك وتداعياتها السلبية على صورة المغرب

 
هل الإحتجاز المتكرر لرجال الدرك سيجعل المغرب دولة فاشلة؟
بداية يجب أن نشير إلى أن عمليات احتجاز عناصر رجال الدرك الملكي بقرى الحشيش بشمال المغرب، لاعلاقة لها بحقوق الإنسان، أو توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة أو التهميش، أو الهامش الديمقراطي الذي عرفه المغرب.
وهكذا يبدو أن عمليات احتجاز عناصر الدرك الملكي بمناطق زراعة القنب الهندي، أصبح موضة تتكرر كل مرة وذلك بمركز باب برد، وأونان، وقبيلة بني أحمد، وسوق أحد بني دركول، وقبائل إقليم وزان، وغيرها، والهدف من ذلك واضحا، و هو السماح بتهريب المخدرات على متن “فاركونيطات” 207 بالقوة في معظم الأحيان.
أحد أبناء منطقة بني أحمد، أفاد لجريدة “بريس تطوان”، أن تفسير هذه الإحتجازات المتكررة، وحصار رجال الدرك، راجع إلى ارتفاع نسبة وعي أبناء القرى الذين أغلبهم توجهوا إلى مدن فاس وتطوان وطنجة ومرتيل، وحصلوا على شواهد جامعية، وطوروا خطابا احتجاجيا جديدا ضد عناصر السلطة المحلية التي لا زالت تشتغل بعقلية قديمة.
فعلا هذا الكلام فيه جانب من الصحة، لكن الحقيقة التي لا يحب أن يجهر بها أحد من أبناء المنطقة، هو أن هذا الضغط الذي يمارسه شرذمة من مزارعي الكيف على رجال الدرك، هدفه التغاضي عن زراعة وترويج وبيع وتهريب الكيف، ضدا على القوانين والتشريعات الجاري بها العمل.
لكن في المقابل وحتى نكون منصفين فهناك أيضا شرذمة من الدركيين يشتغلون بدون ضمير وفي غياب تام لقوانين المهنة، حيث يستغلون جهل عدد من سكان المناطق القروية “المزارعين للكيف” للإبتزاز والرشوة في أوقات العمل أو خارجها، وهذا سيجعل -لا محالة- من صورة المغرب “مشوهة” و”مخجلة”.
في الولايات المتحدة الأميركية (مثلا)، أقوى دولة على وجه الأرض، إذا شعر رجل الشرطة أنه محاصر من طرف الجموع الغاضبة، في بعض المناطق الشعبية الخطيرة، والتي تعتبر نقط سوداء حيث تنتشر الجريمة وتجارة المخدرات، فإنه لن يتردد للحظة في إطلاق النار على كل شخص حاول الإعتداء عليه أو على زملائه، وبذلك يكون هذا الشرطي، يوجه رسالة واضحة للجميع مفادها، ان القانون في أمريكا يسمو على الكل، وأن الممارسات والتهديدات وبعض  الضغوطات، لن تعرقل مسار سير العدالة وإنفاذ القانون.
إن الأعمال التي يقدم عليها شباب ساكنة منطقة زراعة الكيف، يطرح تساؤلات جد مقلقة مفادها أن جهاز الدرك أصبح عاجزا عن حماية عناصره، فكيف يمكنه حماية أمن المواطنين والوطن وهذا يعطي صورة خطيرة عن الضمانات الأمنية بالمغرب.

  بريس تطوان


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.