رسائل إلياس العماري من قلب منطقة بني سعيد - بريس تطوان - أخبار تطوان

رسائل إلياس العماري من قلب منطقة بني سعيد

رسائل إلياس العماري من قلب منطقة بني سعيد
في البداية نعلن للقراء الكرام، أننا لسنا تابعين لحزب الجرار، ولم نكن من الحواريين لإياس العماري وأتباعه الكثر، وأخلاقنا لن تسمح لنا أبدا، أن نكون أعداءه وخصومه.
السؤال المطروح في هذا المقال، هو لماذا ظهر “إلياس العماري” في لمة قبائل جبالة، بمركز “وادي لو”،بصفته رئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة، في حين توارى عن الأنظار في مناسبات عدة، خاصة في الأنشطة التي تكون بالعاصمة الرباط؟
في تقديرنا المتواضع نكاد نجزم،  أن “إلياس العماري” أراد أن يقول للعدو قبل الصديق، أن مشاركته في مهرجان “اللمة الجبلية” نابع، من  كونه يعتبر أن السياسة الحقيقة، يجب أن تبدأ من مداشر وقرى المغرب العميق، وأنه يفضل منصبه  كسلطة جهوية منتخبة، عن جميع الأدوار المركزية، حزبية كانت، أو إدارية، بروتوكولية، أو غيرها.
الرسالة الثانية التي أراد إلياس توجيها، أنه ليس موظفا مأجورا عند أحد، بل هو منتخب عن ساكنة جهة طنجة تطوان الحسيمة، أحب من أحب وكره من كره، وهذه هي الديمقراطية المجالية كما هي متعارف عليها عند الأمم المتمدنةّ.
وفي الصدد يمكن القول والعهدة علينا، أن المغرب من طنجة إلى موريطانيا، لا يتوفر على رئيس جهة، يفهم ما معنى الجهوية الحقيقية، وليس الشكلية، كما هو معمول بها في مملكة أسبانيا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية، وألمانيا، بلجيكا، مثل إلياس العماري.
الأمر هنا لا يتعلق بتكوينه الأكاديمي، لأننا نعلم أن الكليات لا تقوم إلا بتفريخ، لغة الإنشاء والخشب، وكلام الأطاريح الجامعية، التي ضاقت بها رفوف خزانات المكتبات، بل نتحدث عن تكوين إلياس السياسي، الذي جعله قادرا على التمثل العملي والواقعي، وصقل  نظرته الإستشرافية الثاقبة، التي تجعل من الجهة رافعة حقيقية، للتنمية الإقتصادية والإجتماعية الشاملة، ومحفز كبير، للتسويق والتنافسية الترابية.
الدليل على حجاجنا هذا، أنه إذا كان حاكم  ولاية “نيو مكسيكو” بالولايات المتحدة  الأمريكية، يعتبر أول حاكم، زار دولة كوبا للدفاع عن مصالح مواطنيه  لدى “فيديل كاسترو”، في خرق وتحد سافر للدبلوماسية المركزية الرسمية، التي كانت تمنع كل اتصال مع كوبا، فإن الياس العماري، يعتبر أول  رئيس جهة مغربية زار جمهورية الصين الشعبية بهذه الصفة، من أجل الترافع والترويج، ومحاولة إقناع الفاعلين الاقتصاديين الصينيين للقدوم إلى جهة طنجة.
فعلا لقد جر هذا السفر على” الياس العماري”، وابلا من الانتقادات، خاصة من طرف رؤساء الجهات، الذين يعتبرون أنفسهم مجرد موظفين عموميين، وكتاب لدى وزارة الداخلية، حيث لايجتهدون ولا يبحثون، بل فقط يضعون مؤخراتهم فوق الكراسي، في انتظار ما يؤمرون به.
الرسالة الثالثة، يمكن تفسير  ظهور إلياس العماري، بالتزامن مع إعفاء الوزير التقنوقراطي المنشأ، المصبوغ باللون الأزرق داخل  “كاراج “وزارة  الداخلية، بوسعيد، بمعنى أوضح أن الياس يرى أن منصبه الجهوي، أسمى من منصب بوسعيد، وبوريطة وبوعيدة، وبوليف، وبو هدود إلخ ،وجميع مناصب حكومة العثماني الهجينة.
الدليل على أهمية المركز القانوني لرؤساء الجهات، هو الحضور  اللافت النظر لرئيس جهة العيون بوجدور، والداخلة وادي الذهب، للتفاوض مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة الألماني” كولهر”.  وفي الختام يبقى السؤال المطروح؛ هل ظهور “إلياس العماري” في “وادي لو “هو رسالة إلى من يهمهم الأمر، مفادها أنهم يمكنهم الإطاحة به من جميع الأدوار المركزية والمناصب الممنوحة، إلا من رئاسة الجهة، التي لاسلطان لهم عليها إلا لقبائل غمارة الكبرى، وبنى حمد والريف، وبنى سعيد، أصحاب المقولة المأثورة” منطقة بني سعيد… الداخل إليها سعيد والخارج منها سعيد والطاغي يموت فيها بالحديد”.
بريس تطوان


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.