المسرح الوطني. - بريس تطوان - أخبار تطوان

المسرح الوطني.

المسرح الوطني.

 
و أنت تصعد الأدراج حتى الطابق الرابع، أو في بهو المسرح تستقبلك صور بروفايلات نجوم المسرح المغربي و عبر عقود مختلفة بعيد الاستقلال و حتى بداية الألفية الجديدة، أسماء كثيرة بصمت على حضورها في سماء المسرح المغربي و على جدران المسرح الوطني محمد الخامس، و كأن المسرح الوطني ينطق اعترافا بإنجازات كل هؤلاء الذين لعبوا على خشبته ، مجسدين مختلف الأدوار، ممثلون و مخرجون و مؤلفون، كلهم هنا على جدران المسرح.. 
ما أحوجنا إلى ثقافة الإعتراف.. اعتراف بالمسرح كفعل إنساني و كحراك ثقافي و كموجه سلوكي.
أبناؤنا في المدارس في حاجة للمسرح ..  و شبابنا بين الأزقة و الدروب في حاجة للمسرح . سياسيونا الذين يفتقدون لغة التواصل … والمصابون بمرض نسيان الوعود .. يحتاجون المسرح. النساء و الرجال على حد سواء يحتاجون المسرح.  ليس كترف فكري … بل كضرورة حياة . تماما مثل الماء و الكهرباء و تزفيت الطرق و وضع المزهريات على جنباتها و سقي الكازون الأخضر و محاربة السكن العشوائي.  كل عمل مهم، و صناعة الإنسان قبل صناعة العالم، هكذا قرأت في قصة قصيرة عن باولو كويليو . و لكننا اليوم قد تناسينا الانسان، و كما يقول استاذي رضوان احدادو يموت المبدع بالنسيان و لا شيء آخر..
فما أحوجنا ان تتزين جدران المركز الثقافي لتطوان بصور التمسماني و شقارة و الدحروش و ثريا حسن و محمد أنقار و المكي مغارة و رضوان احدادو سعد بنسفاج و غيرهم كثيرون، ممن بصموا سماء تطوان بأعمالهم الفنية الخالدة.
و أن تفتح المدينة ذراعيها للمسرح،  تحتضنه و تدعمه تماما كما يفعلون مع أبناءهم، يختارون لهم أفضل المدارس .. و أفضل المدرسين و يمنحون بسخاء للساعات الإضافية، و ينتظرون في نهاية العام القطاف ،ليطوفوابأبناءهم على صفحات الفيسبوكمزهويين بنتائجهم .. كذلك هو المسرح. فلا نتائج بلا اهتمام.
بلال بلحسين
كاتب وإعلامي


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.