لماذا لم يهرب الشعايري إلى سبتة؟ - بريس تطوان - أخبار تطوان

لماذا لم يهرب الشعايري إلى سبتة؟

لماذا لم يهرب الشعيري إلى سبتة؟

“لقد ولى العهد الذي كان فيه المطاردون من العدالة المغربية أو المبحوث عنهم من طرف الأجهزة الأمنية، بتطوان والفنيدق والمضيق ، يتسللون بكل سلاسة إلى مدينة سبتة السليبة، حيث كان هناك نوع من التسامح في اجتياز الحدود خاصة بالنسبة لساكنة سبتة”، كان هذا تصريح أحد أبناء الفنيدق والذي له معرفة جد دقيقة بعالم الحدود وما يحدث بمعبر ” الديوانة”.

هذا التصريح تؤكده الواقعة الأخيرة المتعلقة باعتقال أشهر بارون مخدرات بشمال المغرب المعروف ب “الشعيري” بمدينة طنجة، في منزل اعتقد أنه بعيدا عن أعين المراقبة الأمنية، الأمر الذي يطرح سؤالا محيرا هو لماذا لم يتمكن “الشعيري” من الهروب الى ملجأه بمدينة سبتة، وبعدها “الكوسطا ديل الصول”، كما عودنا دائما، سواء بحرا، أوعن طريق الجبل، أو مندسا وسط جموع المهربين؟ وهو ابن المنطقة، والخبير المحنك، بكل شعابها البرية والبحرية ؟.

الجواب بكل بساطة حسب مصدرنا، هو أن الطرق السابقة للفرار التي كان يلجأ إليها بارونات المخدرات الملاحقون ممن طرف الأجهزة الأمنية المغربية ،أصبحت تخضع لرقابة شديدة ،ففي الشواطئ تتمركز القوات المساعدة، وفي عرض البحر هناك دوريات البحرية الملكية، علاوة على زوارق الحرس المدني التي تقوم بتمشيط مياه البحر على مدار الساعة .

أما بالنسبة لطريق الجبل فإن كثرة عمليات الاجتياح للجدار العازل من طرف المهاجرين الأفارقة دفع بالسلطات الاسبانية الى تحصين جميع نقط الضعف في الممر الحدودي الجبلي وذلك بتنسيق مع الدرك الملكي المغربي والقوات المساعدة المرابطة في الميدان، الأمر الذي يجعل الدخول عبره مغامرة جد خطيرة، إن لم نقل مستحيلة بالنسبة لشخص بمفرده.

وفيما يتعلق بالخيار الثالث، المتمثل في المرور مندسا مع فوضى ممتهني التهريب اليومي، فان الأحداث المقلقة التي تعرفها مؤخرا “الديوانة” وعمليات إغلاق الحدود المتكررة في وجه الجميع التي تقوم بها الشرطة الوطنية الاسبانية ،علاوة على التدقيق المعمق في الهوية الذي بدأت تنهجه السلطات المغربية ،جعل هذا الخيار بدوه خيارا مستحيلا في ظل الظروف الراهنة التي يعيشها معبر “طاراخال”.

وكانت بعض الأوساط المقربة من بارون المخدرات، قامت بترويج إشاعة بعد مداهمة العناصر الأمنية لحفل الزفاف الذي كان متواجدا به، مفادها أن هذا الأخير تمكن من الهروب الى الخارج، وذلك بهدف  تثبيط همة رجال الأمن المكلفين بملاحقته.

يذكر أن الهدف من ترويج هذه الإشاعة كانت كذلك من أجل منح بارون المخدرات  الوقت اللازم للتواري على الأنظار، حتى يتمكن من ايجاد وسيلة ما للهروب الى الخارج كما جرت العادة ،لكن هذه المرة لم تبلع الأجهزة الأمنية “طعم” الاشاعة، وبذلك لم تمنح الشعيري، الوقت الكافي، الذي يحتاجه للوصول إلى مأمنه .
بريس تطوان


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.