تطوانية تبحث عن صورة "شهيد" انقلاب تركيا - بريس تطوان - أخبار تطوان

تطوانية تبحث عن صورة “شهيد” انقلاب تركيا

 
تطوانية تبحث عن صورة “شهيد” انقلاب تركيا

 

بجانب حائط بلدية إسطنبول التركية، تنتصب بناية مرتفعة لقرابة أربعة أمتار، عبارة عن نصب تذكاري تخليداً للقتلى الذين تصفهم تركيا بالشهداء ممن سقطوا ليلة محاولة الانقلاب الفاشل لإسقاط نظام الرئيس رجب طيب أردوغان في منتصف يوليوز 2016؛ النصب الذي شُيّد بقرار من رئاسة الحكومة التركية، يضم صور 99 قتيلا، بينهم الشاب المغربي جواد مرون، الذي لم تتمكن السلطات من إدراج صورته كبقية “الشهداء”.

وبعد أيام من فشل عملية الانقلاب على أردوغان، التي سقط خلالها 237 شخصاً وأصيب ألفين و191 آخرين بنيران الانقلابيين في كل من العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، أعلن بن على يلدريم، رئيس الوزراء التركي، أن مجلس الوزراء قرر بناء نصب تذكاري في كل من إسطنبول وأنقرة، “تخليدا للشهداء الذين سقطوا خلال تصديهم لمحاولة الانقلاب”، مع “تغيير اسم جسر البوسفور بإسطنبول إلى “جسر شهداء 15 يوليوز”.

نسرين المرابط، شابة مغربية مقيمة في إسطنبول، تقول، في اتصال مع هسبريس، “لفتت انتباهي، أثناء مروري أمام بلدية إسطنبول، صور شهداء الانقلاب وأسماؤهم؛ غير أن المواطن المغربي جواد مرون لا توجد له صورة، بالرغم من أن اسمه مدون إلى جانب باقي أسماء الضحايا الذين سقطوا في الحادث”، مضيفة أنها حاولت البحث في مواقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” على أحد أفراد عائلته “لإبلاغه بالموضوع والحصول على صورته ووضعها لدى السلطات أو السفارة المغربية.. لكني، للأسف، لم أنجح في البحث”.

“ربما يبدو للبعض الموضوع جنونيا؛ ولكنني أرغب في وضع صورة جواد مرون على الجدار مثله مثل باقي الشهداء”، تضيف نسرين المنحدرة من تطوان، التي طلبت المساعدة في هذا الشأن للتواصل مع أحد أفراد عائلته، مشيرة إلى أن الصور المعلقة لباقي القتلى تظهر أنها صور لبطاقة التعريف الوطنية، “أي أن السلطات التركي هي من تكلفت باستصدارها، وعلى ما يبدو أن الشهيد جواد لم يكن مسجلا ربما لدى القنصلية المغربية لكي تستصدر صورته لوضعها على النصب التذكاري”.

ويظهر أسفل النصب التذكاري اسم “جواد مرون” دون صورة شخصية له مرفقا بعبارة “فاس” أي المغرب، بجانب شخصين اثنين آخرين دون هوية بصرية؛ وهو النصب الذي سبق للرئيس التركي أن زاره وتتالت بعده وفود من مسؤولي تركيا، وكتبت على النصب التذكاري عبارات الترحم باللغات التركية والإنجليزية والعربية: “الحكم للشعب، إننا نترحم لمواطنينا الذين استشهدوا أثناء محاولة الانقلاب التي حدثت في 15 يوليوز 2016 حين وقفوا في وجه من استهدفوا الإرادة الوطنية”.

ووصفت وسائل إعلام تركية، الناطقة بالعربية والتركية، جواد مرون بـ”شهيد الحرية بتركيا” وعَدَّتْه رمزا من رموز الوفاء للديمقراطية والإرادة التركية، حيث كان الراحل من بين الحشود التي استجابت لنداء أردوغان الذي أطلقه عبر القنوات التلفزيونية ومواقع التواصل الاجتماعي، مستنفرا مؤيديه للنزول إلى الساحات لصد المحاولة الانقلابية.

وفي 23 غشت الماضي، حل وفد برلماني عن أحزاب الأغلبية والمعارضة ونائب رئيس العلاقات الخارجية لحزب العدالة والتنمية التركي بالمغرب، قدم خلاله، من داخل بمقر إقامة سفير أنقرة بالرباط، تعازيه إلى الشعب المغربي في وفاة الشاب جواد مرون، لافتا إلى أن أسرة الراحل ستستفيد من معاش ومن جميع حقوق الشهداء الأتراك، وستتوصل بجميع المستحقات، موضحا أن شقيق “الشهيد المغربي” ووالدته سيتوجهان صوب تركيا بعد ذلك، وسينالان كل التسهيلات الممكنة لإنهاء الإجراءات، حيث تحملت الخطوط الجوية التركية مصاريف التنقل.

وسبق لسليمان صويلو، وزير العمل والضمان الاجتماعي التركي، أن كشف أن الحكومة ستدفع تعويضات نقدية وأخرى على شكل خدمات، تقدر بقرابة نحو 80 ألف دولار، لكل أسرة من أسر “شهداء محاولة الانقلاب الفاشلة”، التي شهدتها تركيا منتصف يوليوز الماضي، مع تخصيص راتب شهري أيضا لأسر الضحايا، يصل إلى قيمة نحو ألف دولار، كحد أدنى، وقرابة 1660 دولارا بحسب مدة الخدمة في العمل لكل ضحية.

التعويضات تشمل، وفق المسؤول التركي، الحصول على تعويض يقدر بنحو 4 آلاف و200 دولار للجرحى ممن لم يعانوا إعاقة، ومبلغ إجمالي يصل إلى 107 آلاف دولار كتعويض للمصابين بإعاقات، حسب درجتها، بجانب الحق في التوظيف لمن يمتلك اثنين من أقارب القتلى، وقريب واحد بالنسبة إلى المصابين.

 

 

بريس تطوان/هسبريس

 


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.