المعادلة الصعبة السهلة - بريس تطوان - أخبار تطوان

المعادلة الصعبة السهلة

 
المعادلة الصعبة السهلة
 
كان المغرب ولا زال محضن الاختلاف والتوافق، وشهد تاريخه تجاذباً بين مجموعة من المكونات كانت تنتهي غالباً بالوصول إلى التوافق.

 ويعيش المغرب الآن حلقة أخرى من هذا الاختلاف بين الحكومة والأساتذة المتدربين معادلة صعبة الحل في نظر المتشائمين ذوو المواقف الجامدة سهلة الحل عند من خبروا تاريخ المغرب وعلموا نوع الحصن الذي يوجد فيه هذا الوطن.

وإذا أردنا تشخيص ما يقع يمكننا الانطلاق من الأسئلة التالية:

ـ أليس المغرب في حاجة ماسة لطاقم بيداغوجي مكون؟

ـ ألم يكن من الأجدر إعمال المرسومين بعد الحسم في مصير الطلبة المتدربين؟

ـ ألا يبعث هذا على الريبة والشك في نوايا أطراف هذه المعادلة، آخذا بعين الاعتبار الظرف الحساس الذي نسج فيه هذا المشهد؟

 مهما قيل ومهما كتب تبقى الحقيقة القائمة والواضحة هي الضعف الكبير لأطراف هذه المعادلة – حكومة وأساتذة –   وكل فاعل في هذا الملف من قريب أو من بعيد، وهو تعبير ملموس عن ما نبه إليه جلالة الملك في خطاب العرش وهو أن المغرب “محسود على نعمه مقصود في أمنه واستقراره”.

وبعيداً عن البحث عن المخطئ من المصيب لابد من القول أن الخطأ وارد وأن الحكمة في الاعتراف بالخطأ والبحث عن الحلول الممكنة، وليس في شد الحبل واستعراض العضلات وإظهار عيوب الآخر لأن ذلك هو الضعف بعينه.

فقد عهد المغاربة عبر المحطات الإختلافية ــوالتي تعتبر مظهراً جلياً للديمقراطيةــ وعندما تستعصي الأمور، التدخل السديد والمحكم للملك تجسيدا لدوره التاريخي. كما قال الراحل الحسن الثاني “أنا حكم بين المغاربة”.
 
فالتحكيم الملكي هو الضمانة التاريخية والجهاز الواقي من كل تصدع محتمل وهو في الوقت ذاته…لكل من سولت له نفسه الركوب على اختلاف ما وتأجيجه وتوجيهه نحو وجهة غير تلك المراد له الوصول لها.

والمغرب مطالب اليوم بكسب خطوات للأمام والاستفادة من التوقف والبطء الذي يعيشه الآخر والذي سقط فيما يبحث عنه البعض.

وتأكيدا لذلك على أطراف الاختلاف في هذا الملف الإيمان بأن الحل موجود ومضمون خارج اللعب بالأوراق الملغومة وعلى الجميع أن يعلم أن إضعاف أي طرف هو إضعاف للجسم برمته وهو كذلك ترسيخ لبداية ثقافة الاحتجاج الفارغ أحيانا والمهدم أحيانا أخرى قد يستقله المترصدون بأمن واستقرار هذا البلد.

بقلم: د.كمال مرصالي
أستاذ التعليم العالي بجامعة عبد المالك السعدي
عن موقع نكتب
 


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.