كيف يرسم التعليم صورة الدولة لدى المواطن..؟ - بريس تطوان - أخبار تطوان

كيف يرسم التعليم صورة الدولة لدى المواطن..؟

كيف يرسم التعليم صورة الدولة لدى المواطن..؟

بدأت المدارس الحرة التي انتشرت كالفطر، تسحب البساط من تحت المدارس العمومية مما جعلها تستأثر باهتمام المدرسين، واستطاعت جل هذه المدارس أن تحقق نجاحات باهرة في وقت قياسي على مستوى نتائج الامتحانات الوطنية مما أقنع الأهالي بجودة ومردودية التعليم الخاص، وفشل التعليم العمومي الذي يعاني الإهمال وقلة الاهتمام والإمكانيات.

وقد ظل التعليم الحر خلال العقدين الماضيين منافسا للتعليم العمومي، ولكنه أصبح الآن بديلا عنه ـ لمن يستطيع الاختيار ـ غير أنه أصبح في تقديري أداة فتاكة نغتال بها الوطن ومدى حضور الدولة في المجال العام، فما السبيل إذن للتخلص من هذه الأزمة ؟

 إن حضور الدولة في وعي المواطنين مقترن بما تقدمه من إشباع لحاجاتهم الضرورية من أمن، وعدل، ودفاع وصحة وتعليم وخدمات مختلفة…. وعندما تتخلى الدولة عن خدمة التعليم الذي ظل ـ كما سبق وأن أشرنا ـ أقرب طريق لاستيعاب مفهوم الدولة من قبل المغاربة فإن ذلك ينذر باحتضار وشيك لها، على الأقل في أذهان المواطنين باعتبار أن واجب الحكومات في كل بقاع العالم هو خدمة شعوبها والسهر على حياتهم ومصالحهم، والحفاظ على حرية وكرامة الفرد والمجتمع …. ولتحقيق ذلك فمن الضروري أن تتوفر الحكومات عربية كانت أو غربية على مخطط طوارئ أو خطة احتياطية فيما يتعلق بتدبير الجوانب الاقتصادية والمعيشية والخدماتية لكي لا يتعرض المجتمع  لهزات عنيفة تسبب له العوز والجوع والفقر… وحتى لا تعتبر الخطط والبرامج الحكومية الموضوعة آنذاك فاشلة وغير مؤهلة.
 
 
مليكة العرابي/ بريس تطوان


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.