تطاون تسعين سنة من التأخر عن مثيلاتها من المدن الأوروبية - بريس تطوان - أخبار تطوان

تطاون تسعين سنة من التأخر عن مثيلاتها من المدن الأوروبية

 
 

تطاون تسعين سنة من التأخر عن مثيلاتها من المدن الأوروبية
 
لا نعني هنا موديلات السيارات والحاسوبات أو الهواتف النقالة وباقي الأجهزة الإلكترونية ، لأن هذه الأشياء يمكن إيجادها حتى في أدغال بورما.
إن التأخير الرهيب والبعد الشنيع الذي يمكن ملاحظته بوضوح في هذه المقارنة بين مدينة معاصرة وأي مدينة أوروبية مر عليها قرن من الزمن ؛ يكمن أولا في النظام العام الذي يشمل مسألة النظافة والمنظفين ، فبينما الحرص على النقاء وضبط مسألة تنظيف المدن لا من طرف الأهالي ولا من طرف العاملين على ذلك، فإننا نجد العشوائية وعدم الاهتمام لا من طرف سكان تطاون ولا من طرف الشركة العاملة على تنظيف هذه الأخيرة ، وهذا بالرغم كونها أوروبية الأصل .
جانب آخر له علاقة بالطهارة والنظافة أيضا ألا وهو مجاري المياه السوداء أو الصرف الصحي كما يسمى والمراحيض العمومية ؛ فبينما في مثيلاتها وفي زمن مضى أحدثت مجاري واسعة وشاسعة بمداخل محكمة يتسرب منها الماء ولا تخرج منها رائحة ؛ فإنه بعد ما اعتبر إعادة هيكلة المجاري بتطاون ، فإن النتيجة
أبعد بكثير من أن نصفها بالمرضية ولا حتى المتوسطة ، أما فيما يخص المراحيض العمومية فالمدن الأوروبية قبل تسعين سنة كانت تحتوي على مراحيض متوفرة بكثرة ملفتة للنظر ، حيث أن أي شخص في أي مكان من المدينة شعر بحاجة إلى الخلاء ، يبحث بعينيه اتجاه علامات المرور حيث يجد على إحداها كلمة مرحاض والسهم يشير إلى الاتجاه ؛ يمكن أن نقول ونحن في غاية الأسى أن تطاون فيما مضى كانت هي الأخرى هذا النحو ، أما اليوم فالمراحيض العمومية الصالحة في كل المدينة لا تكاد تصل عدد أصابع اليد .
تعتبر الطرقات الخاصة بالسيارات والأرصفة الموجودة علا جوانبها بمثابة شرايين لكل مدن العالم ، وإذا ما قارنا شرايين مدينة تطاون حاليا بشرايين أي مدينة أوروبية في السابق ، فإن الأزمة القلبية في مدينتنا قابلة للحدوث في أية لحظة وذلك بسبب الكولسترول الذي أحدثته فوضى امتلاء الأرصفة بكل ما ليس له علاقة بها مما لم تجعل له ، وكذالك الطرق المعبدة داخل المدينة .
 الحقيقة أن المرء العاقل ليستغرب كيف يمكن أن تظل هذه المدينة على قيد الحياة، بل جل المدن المغربية أما الغيور فيأسى ويأسف على الحال الذي وصلت إليه تطاون النقية البيضاء بسبب المفسدين أهل الخزي والشقاء .
 
بريس تطوان


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.