اَلْحُبُّ وَالزَّوَاجُ... - بريس تطوان - أخبار تطوان

اَلْحُبُّ وَالزَّوَاجُ…

 

اَلْحُبُّ وَالزَّوَاجُ

الحب هو سلوك ينتهجه الأحباء، ينبع من الجنان وتحركه الجوارح والأركان، ويرتبط نجاحه وفق إطار تبادلي بين الطرفين، دون إخلال أو تفرد في الشعور من الجانبين.

 
ونجاح هذا الشعور الجميل مرهون بالعلاقة الدائمة، فإن كلل بالزواج كان حبا صادقا، وإن فشل عد أحد طرفيه مارقا.

 
الحب والزواج، مفتاحي الحياة السعيدة، وقد يجعل منهما الجاعلون مصطلحين متطابقين متواطئين في كل شيء، وهذا المنطق إن كان ناجحا على سبيل الدعوة المحمودة، فإنه قد يضع فكر الإنسان في إثم الحياد بالكلمات عن مواضعها الأصلية، فكيف ذلك؟

 
نؤمن إيمانا راسخا بأن الحب هو الدينامو الرئيسي في الحياة الزوجية، ولكن بالمقابل، علينا أن ننتبه إلى نقطة هامة: وهي أن الحب كما قلنا ينبع من الجنان، أي هو علاقة قلبية يتحكم فيها القلب، هو عاطفة روحية ترفع المحبين لشهب السماء، مع أحلام وردية ترسم البيد جنة غناء، أما الزواج: فهو علاقة عقلية يسيرها العقل، ويحتويها عقد مادي يبعد البلاء، ويؤطر حقوق وواجبات الزوجين كأصل من شيمة الوفاء، وما بين القلب والعقل نجد تماثلا وتقابلا، تنافرا وتباعدا، وفي النهاية غالبا ومغلوبا.

 
لذلك، فإن المسلك الأوحد للنجاة بالعلاقة إلى بر الأمان، وهذا في حالة ما تعارض القلب مع العقل، هو استحضار الآية الكريمة: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً) الروم: 21.

 
المودة هي حب الرجل لزوجته، والرحمة هي أن يرحمها من المساس بها بسوء (وليس الرحمة إحساسا يرمز إلى الشفقة، بقدر ما هو إحساس يبرز رقي السيرة ودماثة الأخلاق، ويدخل ضمن قوامة الرجل باعتبارها تكليفا من رب العزة)، وبالتالي لين الجانب وخفض الجناح قد يمر باللحظات العصيبة من الفج الضيق، وإن تعارض القلبي مع العقلي، إذ أن المودة والرحمة بمفهومها الواسع، كفيلين بتقريب وجهات النظر، واحتضان المشاعر وموازنة السلوكات.

بقلم: نور أوعلي

 


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.