الطريقة التي تدير بها الدولة الدين في المغرب شيء يدعو إلى القلق - بريس تطوان - أخبار تطوان

الطريقة التي تدير بها الدولة الدين في المغرب شيء يدعو إلى القلق

الطريقة التي تدير بها الدولة الدين في المغرب ـ بدل أن يوجه  الدين الدولة ـ شيء يدعو إلى القلق.
 

فهي لم تتخذ الأئمة موظفين براتب تلقنهم الخطب وتوزع عليهم عبر المراسيم الوزارية الرسائل السياسية والاجتماعية التي تراعي مصالح الدولة وكيف يجب أن يبلغوها إلى المواطنين، وإنما تستعبدهم بالإكراميات والمنن والعطايا وكأنهم متسولون على أبواب المساجد لا أئمة بيوت الله.. حتى يحافظوا على صمتهم أمام الريع، وبدل أن يطالبوا بتطبيق ما حلل الله وينهوا عن الفساد يكتفوا بالتذكير بضرورة الاستفتاء وإحصاء القطيع.. بل إن الأمر تجاوز ذلك إلى أن الإمام يأتيه قرار وزاري يختاره على أساس الله أعلم، قدرة الإمام على التبتل بالدعاء أمام ملك البلاد، كي يصلي بالملك، يأخذ مقابل تلك الصلاة عطية 5 ملايين سنتيم، يدافع الناس عن هذا القرار بكون الإمام أهل للصدقة نظرا لراتبه الهزيل وظروفه الصعبة المزرية.. بدل أن تأخذ الأموال “شكيرا” حين تأتي إلى مهرجاناتنا معززة مكرمة كالعروس فوق العمارية.

 

الطريقة التي يدير بها النظام أوضاع الطبقات الهشة أيام رمضان والدخول المدرسي، شيء يدعو إلى الحيرة. فهو لا يأخذ ضرائب من الثروات الضخمة والرواتب السمينة يقتص حق الفقراء ويؤدي لهم التعويضات عن البطالة والتأمين الصحي والغذاء المجاني، ولا هو ينقص من أسعار المواد الأساسية ويخفض مستوى المعيشة حتى يستطيعوا لمس شيء من “بندير” التنمية، وإنما يتصدق عليهم بالمحفظات والقفاف والعلب، وهم واقفون في صفوف طويلة يمدون يد “السعاية”  لتسلم القالب وتقبيل الأيادي والرؤوس على الذل والهوان الذي يتجرعون. وتجد الناس يدافعون، مرة أخرى عن هذه المبادرات العظيمة التي تكرس العبودية في أنفس شعب يظن أن من يعطيه جزءا من حقه إنما يتفضل عليه.

 

الطريقة التي يتم عبرها إدارة كثير من القطاعات، ومنح التراخيص والمأذونيات، مثيرة للاستغراب. بدل أن تعطى للمتقاعدين من الفقراء والمساكين العائلين الذين ليس لديهم مداخيل تكفيهم لسد حاجياتهم الأساسية وربط الشهر بالشهر، يتم منحها للممثلين والفنانين و”الكوايرية” وكبار “البزناسة” الرأسماليين ليزيدوا على ثرواتهم مداخيل “الڭريمات”. بل الأغرب من هذا الطريقة التي تمنح بها، إذ على الراغب أن يتربص بالملك في الجو والبر والبحر، ويغامر ويقامر مع حراسه الشخصيين والأمن المحيط به وقد وضع في يده بطاقته الوطنية أو سيرته الذاتية، حتى إذا اقترب منه طلب وسأل وكأنه انفتحت له أبواب سماء ليلة القدر. ماذا عن 30 مليون نسمة من الفقراء لا يستطيعون الوصول يوما إلى الملك. وألا يتم طلبها عبر لعق أحذية المسؤولين من زوراء ومندوبين سامين، وتقبيل أرجلهم ومؤخراتهم حتى يهدوا لهم تلك المؤذونيات والتراخيص؟ الله وحده يعلم بأي مقابل.

 

الطريقة التي يتم بها إدارة مستحقات الشعب غريبة عجيبة ليس لها أي أساس دستوري قانوني، تبقي الدولة على سياسة العطايا والإكراميات والهبات والهدايا والمأذونيات والحوالات والتفويتات حتى يدمن الشعب على لعق الأحذية والأيادي والرؤوس والذل والهوان!! والغريب أن بعضا من الشعب يدافع وباستماتة ظنا منه أنه يحصد الخيرات بالمجان!! إنها لمن حقكم تلك الخيرات، كل عام وأنتم بكرامة ولا بإكراميات.
 
 
مايسة سلامة الناجي
 
 


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.