كم يلزم من الأثواب لتحقيق موضة الحجاب - بريس تطوان - أخبار تطوان

كم يلزم من الأثواب لتحقيق موضة الحجاب

كم يلزم من الأثواب لتحقيق موضة الحجاب

قطع ثوب في كل الألوان على شكل كُمّ.. وقطع ثوب في كل الأحجام على شكل طقيّة.. وملابس قطنية ضيقة بأكمام، معها ملابس قطنية واسعة أطول بقليل دون أكمام. وفساتين لاصقة على الصدر،عها جاكيت قصير واسع من الصدر، وسراول لاصقة مع تنانير قصيرة… قطع وقطع وقطع من الأثواب والأقمشة الناقصة.. كم يلزم من قطعة لتحقيق شروط الحجاب.. حتى لا يشفّ ولا يصف ويخفي مفاتن الجسد؟

هل هي أزمة السوق، سوق يفرض نوعا من اللباس حسب ما استجد في المواضا العالمية، وأمام ضيق الوقت ونقص العزيمة للذهاب عن الخياط، ومع ارتفاع ثمن الملابس المخاطة مقابل الجاهزة، تجد المحجبة نفسها ملزمة بشراء الموجود ومحاولة تنسيقه لترتدي عند كل خروج من البيت 20 قطعة لا تفي بالغرض.. أم هو الطلب، طلب متزايد على هذا النوع من الألبسة من طرفة فتيات مغمورات بالموضا، ربما اقتنعن بالحجاب، لكن الإعلام بإغراأته وتأثيراته التي تعيد تشكيل الأذواق والأفكار وحتى المبادئ، هو الذي يحدد العرض، ويحدد نوع المتاح في السوق!

في كلتا الحالتين، هو منظر مزري ذاك الذي تظهر به العديد من المحجبات في الشارع العام، وهن ملفوفات بكوم أثواب كالبصل، ثوب يخرج والآخر يدخل، ولا قطعة تغطي ما عليها تغطيته.. ولا عجب، فكما أدخل الدعاة المصريون الصحوة في بداية التسعينات عبر فضائياتهم وأولها قناة “إقرأ”، واستبشر الناس بالداعية “عمرو خالد” وهو يفكك سلوكيات المجتمع وينسقها بين الحلال والحرام كأنما الدين نزل للتو، حتى أقنع العديد من النساء اللواتي طالما وجدن أعذارا لعدم ارتداء الحجاب، أقنعهن بوضعه والالتزام به، هو نفس المصدر، مصر وقنواتها، الذي أدخل موضة حجاب “الطاووس” هذا، عبر مذيعات القنوات والبرامج الدينية. لتجد المذيعة ملتحفة بغطاء رأس دائر على الرأس فوقه ثوب مثبت على نصف الرأس تحته قماش دائر على العنق لاصق بالسترة.. ومن الأعلى دونتيل دائر على الجبهة مربوط عليه مزهرية ورود على اليمين.. وقفص طيور على الشمال.. وريش نعام من الخلف.. ونجمة المهارادجا في الأمام.. وحلقات الأذنين مدلدلة من وسط الثوب.. وسلاسل العنق بكل التشكيلات.. “تقول هربانة بالسلعة من سبتة!”..

وفي المقابل، هناك المسلسلات التركية، التي جعلتت المغربيات خاصة والمسلمات عامة ينفتحن على الثقافة التركية وموضة الحجاب التركي “العلماني”، حيث ترتدي المرأة لباسا لاصقا كاشفا واصفا وعلى الرأس غطاء، وتحت ذاك الغطاء يصفف الشعر بشكل يرفع من الغطاء بشكل جد لافت، وهو ما تطلق عليه النساء “حجاب النُّفيخة” ـ “حجاب أبو نفخة”.والأصل في ذلك الحجاب التركي هو شكل “الدراويش” أو راقصي “الطريقة المولوية”. وهي طريقة جاء بها الفقيه الصوفي التركي “جلال الدين الرومي”، حيث يدور المتصوف حول نفسه  ـ كما هي معتقداتهم ـ للتأمل في الملكوت والتقرب من الله، وتطورت الطريقة إلى أن وصلت درجة الطقوس، رحلة يقولون أنها توصل إلى النضج الحسي فالكمال، يرتدي الراقصة لأدائها تنورة تتحول إلى قرص دائري مع دورانه، وقبعة طويلة على الرأس تميل مع ميالان رأسه، ومنها جاءت “النفيخة”..

 شكل غريب لم يصل بعد إلى المغرب بصورته التركية التامة، لكنه وصل إلى الخليج، وأصبحت الخليجيات بعباياتهن السوداء ونقابهن الذي يغطي الوجه يرين عن بعد أميال بسبب الارتفاع الشاهق لرؤوسهن..

شروط الثوب ولباس المرأة في الإسلام

 -أن يستر الجسد ويكون فضفاضاً واسعاً غير ضيق ـ قال تعالى: “ياأيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما”

 -أن لا يكون اللباس فى نفسه زينة، وذلك مصداقا لقوله تعالى: “ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى”

 -أن يكون صفيقاً ثخيناً لا يشف، قال صلى الله عليه وسلم: “سيكون فى آخر أمتى نساء كاسيات عاريات على رؤؤوسهن كأسنمة البخت، العنوهن فإنهن ملعونات”

ويبقى الاختيار أمام كل امرأة محجبة جد ضيق في السوق المغربية، وحتى في أسواق أحرى، عدى إن اختارت اللباس المغربي التقليدي، وهو الجلباب، الذي ستضطر هو الآخر لخياطته حتى يستوفي كل الشروط، خاصة أن الجلابين التي أصبحت متاحة اليوم في السوق، والتي اتفق الباعة على ثمنها 300 درهم، أغلبها قصيرة أو ضيقة، وتحتاج دائما لقطع أخرى لإكمالها. وهنا نعيد طرح التساؤل مجددا، ما الذي يجعل أغلب ألبسة السوق غير مكتملة الثوب، أهو الغش في السلعة، والاقتصاد في الثوب لإنتاج أكبر عدد من الملبوس، أم هو العرض الذي يحدد الطلب؟
 

بقلم: مايسة سلامة الناجي


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.