ظاهرة زنا المحارم - بريس تطوان - أخبار تطوان

ظاهرة زنا المحارم

 
ظاهرة زنا المحارم
 
 
انتشرت في الآونة الأخيرة في المجتمع العربي عامة و المغربي خاصة و بشكل ملفت للانتباه ظاهرة تقشعر لها الأبدان ألا وهي زنا المحارم؛ و التي تتمثل في إقامة علاقات جنسية بين طرفين تربطهما قرابة و هي العلاقة الممنوعة بينهما طبقا لمعايير دينية أو اجتماعية أو ثقافية.
 
هكذا فلا تخلو جريدة أو قناة تخبر عن حدوث إحدى هذه الحالات شرقا و غربا حيث أصبحت هذه الكارثة تتزايد بشكل كبير جدا فكيف للنفس الإنسانية أن تخرج عن طبيعتها و عن الفطرة الطيبة التي جبلت عليها ؟وكيف لتلك النفس أن تقبل القيام بهذه الفعلة دون أن يؤنبها ضميرها؟ .
 
فعلا علامات التعجب و الذهول تصفعني من كل الاتجاهات لأن عقلي لا يستوعب هذه الجريمة إذ كيف لأب أن يكون غير الأب مع ابنته و الأخ غير الأخ مع أخته و العم و الخال و الجد و هكذا دواليك… أرى و أقرا و أسمع مالا يتقبله العقل. كيف للمشاعر الفطرية أن تصاب بعطب مفجع لتتحول الى خليط مركب لا يتلاءم مع الصفات الإنسانية بل تغلب عليه السمات الحيوانية المتوحشة فتنزله الى الدرك الاسفل من القذارة و الانحطاط الخلقي.
 
لقد تكاثرت هذه الجرائم في المجتمع دون وقاية أو ردع و هذا راجع في المقام الأول لعدم تطبيق الشريعة الإسلامية و هي الحد و الموت ليكون الشخص المرتكب لهذه الجريمة عبرة لكل من سولت له نفسه بارتكاب الزنا مع أقرب المقربين إليه، فلو طبقنا القانون الشرعي لكان له الوقع على النفوس و لخلق الهيبة المرجوة في أوساط المجتمع.
 
ان ابتعادنا عن الدين جعل من زنا المحارم عند بعض القلوب المريضة أمر عادي وهذا أمر خطير جدا. ومن العجب العجاب الذي لم استوعبه لحد الساعة تواجد فتيات بالغات يتركن محارمهم بمعاشرتهم معاشرة الأزواج دون تحريك ساكن أي دون الإبلاغ عنهم، بل منهن من يستمتعن بالعلاقة إلى أن يحدث الحمل آنذاك يظهرن للمجتمع بصورة الضحايا الأبرياء الذين لا حول لهم ولا قوة.
 
ويقول البعض أن هذه الظاهرة سببها الغرب و الفضائيات و باقي المؤثرات الغربية في مجتمعنا، لكني أرى أن هذا غير صحيح لأن اغلب الضحايا هم من أسر ملتزمة و متشددة مع بناتها و أغلبهم أيضا من القرى التي يتصف أهلها بالحزم بالاضافة للأمية إلا من رحم ربي.
 
إذن هل انقطع الايمان من قلوب الناس كي تقوم بمثل هذه الأفعال الحيوانية ؟ هل غاب الدين عنا و أصبح غير كاف ليجنبنا و يردعنا من الوقوع في الخطيئة ؟.
أسئلة كثيرة و كثيرة علينا البحث لها عن إجابات لكنني ببساطة أقول أن ذلك راجع لانعدام التربية الجنسية في الوسط التعليمي و بين العائلات ( لا في المغرب ولا في الدول العربية ) وعدم تربية الأطفال منذ الصغر عن معرفة جنسهم و الجنس الآخر و عن وظيفة كل منهم و عن الأخطار و المخاطر و المباح و المحرم ، بل تنعدم رؤية تلقين الأطفال مبادئ المساواة بين الجنسين و تعليمهم عدم الإحساس بالفرق بينهم، فالطفل العربي عامة يكبر و هو عبد لشهوته عملا بمقولة ** كل ماهو محرم يصبح مرغوب فيه ** كما أنه يرى في الفتاة وسيلة إفراغ كبته و إشباع رغبته الحيوانية، وكما يقال في الشارع عندما يلتقي شاب بشابة فان أول ما يفكر فيه هو السرير.
 
اننا نعيش في مجتمع متزمت و منغلق بالاضافة الى ذلك يكفي أن يرى الرجل جلباب امراة حتى يجن جنونه و يتحول الى وحش كاسر يبحث عن فريسته حتى و ان كانت فلذة كبده، اننا نعيش في مجتمع ذكوري بامتياز حيث بدل الدفاع عن حقوق المرأة و محاولة تحقيق المساواة، فان الرجل يقمعها و يغيب حقوقها و الأدهى أن هناك من يرتدي ستار الدين و الفضيلة أمام الجميع لكنه في الخفاء يمارس كل أنواع الرذيلة التي يرفضها المنطق و العقل السليم .
 
فهل نحن مستعدون ضمن هكذا مجتمع ؟ بالطبع لا و لذلك على العائلات أن تعلم اطفالها الفطرة السليمة و الثقة بالنفس و تلقنهم دروس في الاخلاق و بانهم بشر يستطيعون التغلب على اي اغراء مهما كان.

 
زهرة زكي لبريس تطوان
 
 


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.