زيارة إلى قرية الهاربين من العدالة بسبب زراعة الكيف بالشمال - بريس تطوان - أخبار تطوان

زيارة إلى قرية الهاربين من العدالة بسبب زراعة الكيف بالشمال

زيارة إلى قرية الهاربين من العدالة بسبب زراعة الكيف بالشمال
 
هنا ‘بوقرة’، القرية الجبلية الباردة، تنخفض فيها الحرارة إلى ثلاث درجات تحت الصفر. تستغرق الرحلة إليها وسط المسالك الوعرة من مدينة وزان (شمال المغرب) أربع ساعات لتقطع أربعين  كيلومترا فقط، وتصل إلى قرية يسكنها أكثر من ثلثي المطلوبين للعدالة ،حسب تقارير غير رسمية. ‘هنا معبر تجارة الأسلحة وتجارة القنب الهندي. هنا يقطن عشرات السكان الفارين من العدالة المغربية’، يقول أحدهم.

هارب من العدالة

‘أعيش في حالة إرهاب نفسي دائم. يسكنني هاجس الخوف من الاعتقال في أي لحظة. اسمي مسجل ضمن الهاربين من العدالة’، بهذه الكلمات الحارقة يختزل ‘سي العربي’ (42 سنة) معاناته التي يعيشها طيلة السنوات العشر الماضية مع السلطات، التي وضعت اسمه ضمن لائحة المطلوبين للعدالة وطنيا، بتهمة زراعة وحيازة القنب الهندي (الماريجوانا).

بدون هوية

بعيداً عن منزل ‘سي العربي’ ،الذي هرب إلى جبال الريف، كان اللقاء مع جاره وصديقه عبد الرحيم (31 سنة)، الذي تحدث بمرارة عما يعتقد أنه حرمان له من أبسط حقوقه كمواطن: ‘في بلدتي التي قضيت فيها طفولتي، أحس بأني أعيش فيها بدون هوية، خوفا من كشف اسمي لرجال الأمن. لا أستطيع الاستفادة من أبسط الشروط التي تثبت هويتي’. هكذا يسرد عبد الرحيم معاناته مع هروبه من العدالة ، ويضيف: ‘حتى أبنائي، لا أستطيع التصريح بهم. نحن عائلة هاربة من العدالة’.

بلغة الأرقام

‘الواقع مخيف. أي زائر لمناطق زراعة الكيف، سيلمس حالة الرعب التي يعيشها رجالها وشبابها خوفا من أيدي القضاء، بل حتى النساء والفتيات خائفات من الاقتحامات المفاجئة، التي تقوم بها عناصر الأمن’، يقول الناشط الحقوقي شكيب الخياري، ويضيف: ‘تتحدث مصادر غير رسمية عن وجود أكثر من 17 ألف معتقل وأربعين ألف مطلوب، بسبب زراعة الكيف في إقليم شفشاون’.

وتشير تقارير غير رسمية، صادرة عن جمعيات محلية بمنطقة زومي إلى وجود أكثر من عشرة آلاف شخص يعيشون في حالة فرار بإقليم ‘وزان’ بتهمة زراعة القنب الهندي. أكثر 70% منهم متابعون بتهمة زارعة القنب الهندي أو التجارة فيه، وهي تهم غالبا ما تلاحق المزارعين في الإقليم .

مطالبة بعفو ملكي

‘لا يمكن أن نتحدث عن نقاش حقيقي في ظل فرار العديد من المزارعين إلى الجبال، و استمرار اعتقال الآلاف منهم. لابد في آخر المطاف، من مشاركتهم في صياغة معالم السياسة الجديدة، و تنفيذها على أرض الواقع، وعلى جميع الفرق البرلمانية التماس عفو ملكي شامل لهؤلاء المزارعين، حتى يتم تسهيل عملية إشراكهم في بناء مستقبلهم الجديد’، يقول شكيب الخياري الناشط الحقوقي لــ ‘هنا صوتك’.

 أبدى ‘سي العربي’ الهارب من العدالة، ارتياحه من النقاش المفتوح مؤخرا حول تقنين زراعة القنب الهندي، في انتظار تحقيق حلمه المؤجل و العفو عنه في باقي التهم، التي يقول إنه بريء منها، ليحصل على كامل حقوقه كمواطن مغربي.

 

زومي (شمال المغرب): عزيز الدريوشي-

 


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.